تجربة السفارات- نموذج فريد للإدارة الرشيدة وخدمات متميزة للمواطنين

المؤلف: عيسى الحليان08.14.2025
تجربة السفارات- نموذج فريد للإدارة الرشيدة وخدمات متميزة للمواطنين

بالتأكيد، كل من خاض تجربة الحصول على تأشيرة سفر، وتعامل مع مزودي خدمات السفارات الأجنبية المعتمدين في المملكة، مثل "في إف إس جلوبال"، قد لمس بنفسه نموذجًا فريدًا من الكفاءة والاحترافية في التعامل، أسلوبًا قلّما يجده في أماكن أخرى.

إذا كنت تود الحصول على تأشيرة لدخول بريطانيا، أو دول الشنغن، أو أي وجهة أخرى، فستجد نفسك تقوم بتعبئة جميع البيانات المطلوبة إلكترونيًا بكل سهولة، ثم ستقوم باختيار الموعد المناسب لك لتقديم طلبك. وعند وصولك إلى مقر وكيل السفارة، ستستقبلك إجراءات منظمة للغاية، واحترام بالغ للمراجعين. لا يوجد مجال لإضاعة الوقت الثمين؛ فكل معاملة تتم بسرعة ودقة فائقة. هنا، لا حاجة إطلاقًا للبحث عن واسطة أو التدخل الشخصي، فقد ترسخ هذا المبدأ وأصبح راسخًا في الأذهان. وهذا يبرهن على أن المواطن قادر على التخلي عن ثقافة الواسطة، إذا ما تغيرت الأنظمة والإجراءات المتبعة. علاوة على ذلك، لن تجد هنا مكاتب فارهة للمديرين، أو طوابير طويلة من السكرتارية، أو حُجّاب يعيقون طريقك. أنت تسير في مسار واضح ومحدد، حيث يتم التعامل مع جميع المراجعين على قدم المساواة، وفقًا لمعايير شفافة وتقنيات متطورة جدًا. قبل أسبوعين، زرت السفارة البريطانية، ولم يستغرق الأمر سوى بضع دقائق معدودة؛ ثلاث دقائق لتدقيق الأوراق المطلوبة، ودقيقتين لأخذ البصمات، وانتهى الأمر بكل سلاسة ويسر.

الغاية من هذا الحديث هو أن معظم حكومات العالم باتت تعتمد على الميزانيات التعاقدية، بدلًا من الميزانيات التقليدية القائمة على البنود أو البرامج. فالحكومات لم تعد بحاجة إلى المزيد من المكاتب والموظفين، وإدارة الخدمات بطرق بدائية ومكلفة، وتسليم مصائر الناس إلى أيدي غير أمينة. بل إنها أصبحت تفضل منح هذا الحق لشركات ومؤسسات متخصصة، قادرة على القيام بهذا الدور على أكمل وجه، وفقًا لأعلى المعايير العالمية. هذه الشركات المتخصصة هي التي تتولى مسؤولية تصميم مسار الخدمة وإدارة جودتها. وهذا ما نشاهده بالفعل في العديد من السفارات حاليًا. وبغض النظر عن كون هذا الأسلوب يساهم في تحسين مستوى الخدمة وتقليل التكاليف، فإنه يمنح الوزارات والمؤسسات السيادية فرصة ثمينة للتخطيط والتطوير والمتابعة الدقيقة.

إلى متى ستستمر خدماتنا الإدارية بهذا الشكل المتردي، الذي يتسبب في إهدار الوقت والجهد واستنزاف الأعصاب؟ لماذا لا تبادر وزارة الخدمة المدنية إلى تنظيم دورات تدريبية للعاملين في الأجهزة الحكومية، داخل أروقة الشركات المتعاقدة مع هذه السفارات، بهدف نقل هذه التجربة الناجحة، والتحول إلى هذا النموذج المتميز؟ ألا نستحق نحن أيضًا أن نحظى بمعاملة مماثلة؟

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة